بسم الله الرّحمن الرّحيم
من سعد الحصيّن إلى سماحة المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، نصر الله به دينه وأعزّه بطاعته.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد كتبت من قبل للهيئة راجياً من الله أن يعينها فيحفظ بها كتابه من التّأويلات الظّنّية (على أحسن أحوالها وكثير منها ظاهر الفساد) بحجج مختلفة أشهرها: الإعجاز العلمي في القرآن والجمال الفنّي فيه، ولأن هذه المملكة المباركة اقدر على شراء هذه المطبوعات فهي تُطبع لها قبل غيرها.
وبما أنّ الله ميّز هذه المملكة بالتّأسيس من أول مرّة على منهاج النّبوّة في الدّين والدّعوة إليه على بصيرة فمسئوليتها أكبر في الحفاظ عليه اعتقاداً وفقهاً وتفسيراً. وقد طلبت من الشيخ/ بكر أبوزيد عضو الهيئة وعضو اللجنة الدّائمة تأييدي في هذا الأمر فقال: إنّ الخطر تجاوز تفسير القرآن إلى تحقيق الحديث؛ تحقيقاً تجاريّاً ممن ليس بأهلٍ للتّحقيق. ولمّا علمت بمنع اللجنة الدّائمة طباعة كتاب الأخ خالد العنبري بعنوانك (الحكم بغير ما أنزل الله وأصول التّكفير)، تجدّد أملي في اهتمام الهيئة أو اللجنة الدّائمة بالنّظر في اقتراحي السّابق.
وإليكم نسخة من بحث صغير في فكر سيّد قطب عفا الله عنّا وعنه يبين الحدّ الذي وصلت إليه جرأة المفسّرين المُحْدَثِين على القول على الله بغير علم (ص 21وما بعدها) من وصف مفردات كتاب الله بالسحر أو الشعوذة والموسيقى والمسرح والسّينما، الخ. ص68-74 وتحريم وراثة الحكم ص 85. وتكفير المسلمين جميعاً بمن فيهم من المؤذّنين الذين يردّدون لا إلاه إلا الله دون فهم (إذا اتّبعوا البشر في التّقاليد والعادات والأخلاق والأعياد والأزياء) ولو توجّهوا إلى الله في ألوهيّته وحده ودانوا لشرع الله في الوضوء والصّلاة والصّوم وسائر الشعائر (في ظلال القرآن جـ 2/1057وجـ 3/1492وجـ 4/2033وجـ4/2114، ومعالم في الطريق ص101-103وهي من أكثر المطبوعات انتشاراً وتدرّس في معهد الخطباء التّابع للرّابطة في مكّة، وينشّأ عليها الجيل الحاضر في مكتبات المساجد وجمعيات التّربية والتّوعية في المدارس، وتتحرّك لها الرّحلات المدرسيّة).
لقد تنبّه ولاة الأمر – أمراء وعلماء – في هذه المملكة المباركة إلى خطر الجماعات والأحزاب الموصوفة بالإسلاميّة؛ فلم توجد لها مراكز ظاهرة، ولكن دعاتها استغلّوا المؤسّسات الرّسميّة أئمةً وخطباء ومعلمين ودعاة وقائمين على مؤسّسات الدّعوة فأشغلوا المسلمين (وبخاصّة صغارهم) بالفكر عن الوحي، وبالظّنّ عن اليقين، وبالمناهج والحركيّة البشريّة عن نصوص الكتاب والسّنّة كما فقهها أئمّة الدّين في القرون المفضّلة، وجدّد الدّين بالدّعوة إلى العودة إليها ولاة الأمر في القرون الثلاثة الأخيرة، جزاهم الله خير جزائه عن الإسلام والمسلمين وحفظ خلفهم قدوة صالحة للمسلمين في كلّ مكان وذخراً للإسلام في كلّ زمان حتى يأتي يوم القيامة. وفقكم الله،
سعد الحصيّن
1421/7/17
|