بسم الله الرّحمن الرّحيم
من سعد الحصيّن إلى سماحة المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء في دولة التّوحيد والسّنّة، حفظه الله وحفظها قدوة صالحة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فإن هذه الدّولة تتميّز بفضل الله على العالم في القرون العشرة الماضية بأنها أسِّست من أول يوم على نشر التوحيد والسّنّة وقمع الشرك والبدعة منذ تعاهد الإمامان محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود على ذلك، ومنذ جدّد العهد الملك عبد العزيز رحمهم الله وأسكنهم الفردوس. ولكن بقيت آثار من فساد (الخرافة) العثمانية غير الرّاشدة وغير المهديّة؛ منها مقابر البقيع والمعلاة وابن عبّاس، لم يميّزها الله في كتابه ولا سنّة رسوله عن غيرها من البقاع في المدينة النّبويّة ومكّة المباركة والطّائف، ودفن فيها الصّالح والطّالح، ومع ذلك فلا يزال الدّفن فيها يجري على غير ما ميّز الله به المسلمين في حديث: “اللّحد لنا والشقّ لغيرنا” عند من صحّحه. والأسوأ من ذلك إعادة الدّفن في القبر الواحد قبل أن تفنى عظام الأول لغير ضرورة.
أرى التّفضّل بالنّظر في هذا الأمر من حيث إمكان غلق هذه المقابر وبخاصّة ابن عبّاس لوقوعها بجوار المسجد وتعلق قلوب المبتدعة هدانا الله وإياهم بقبر ابن عبّاس رضي الله عنهما (أو على الأصحّ المسمى باسمه) ويمكن البحث عن أرض مقبر جديدة في حدود الحرم في كلّ من مكة والمدينة. وفقكم الله،
سعد الحصيّن
1422/3/7
|