بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى سموّ الأمير/ سعود بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، أسعدهم الله، وأعزّهم، وحفظهم قدوة صالحة، ونصر بهم دينه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فمن النّصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللأئمّة والعامّة أن أبلّغكم بقيام هذه المؤسّسة الخيريّة لتعليم القرآن والسّنّة في محافظة الطّائف منذ بضع سنين، ورغم حداثتها ووقوف العقبات في طريقها (وأوّلها أُلْفة الناس مجرّد التّحفيظ بلا تدبّر وهو مالم يكن عليه أمر الصّحابة بل كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا معانيهنّ والعمل بهنّ).
أمّا مجرّد الحفظ فنتيجته الخروج على الأئمة منذ عثمان حتى اليوم كما ثبت في الصّحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة"، وكما ثبت في الواقع.
وكما وفق الله مدارس الدّولة المباركة (باسم التّحفيظ)؛ وفق الله هذه المؤسّسة فسنّت سنّة حسنة "لها أجرها وأجر من عمل بها"، بالجمع بين التّحفيظ {على مُكْث} وبين التدبّر والعلم والعمل.
أمّا التّحفيظ المجرّد عن التّدبّر فهي سنّة الأعاجم، وركبها الحركيّون والحزبيّون هداهم الله إلى مآربهم.
وذكر ابن القيّم وابن كثير رحمهما الله في تفسير: {اتّخذوا هذا القرآن مهجورا} أنّ ترك تدبّره وتفهّمه من هجرانه، وقال ابن تيمية رحمه الله: (المطلوب من القرآن فهم معانيه والعمل به فإن لم تكن هذه همّة حافظه لم يكن من أهل العلم والدّين) الفتاوى ج23ص55.
وعلى هذا أرى أن هذه المؤسّسة أولى بالبقاء والدّعم والتّأييد. وفقكم الله.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن 1430/6/8
تعاونا على البرّ والتّقوى
|